دين ودنيا

دعاء بر الوالدين

الحمد لله الذي أمرنا بشكر الوالدين والإحسان إليهما، وحثنا على اغتنام برهما واصطناع المعروف لديهما، وندبنا إلى خفض الجناح من الرحمة لهما إعظاماً وإكباراً، ووصانا بالترحم عليهما كما ربيانا صغاراً.
اللهم ارحم والدينا (ثلاثاً) واغفر لهم، اللهم وارض عنهم رضا تحلّ به عليهم جوامع رضوانك، وتحلّهم به دار كرامتك وأمانك، ومواطن عفوك وغفرانك وتسبغ عليهم لطائف برك وإحسانك.
اللهم اغفر لهم مغفرة جامعة تمحو سالف أوزارهم وسيء إصرارهم ، اللهم وارحمهم رحمة تنير لهم بها المضجع في قبورهم، وتؤمّنهم بها يوم الفزع عند نشورهم.
اللهم تحنّن على ضعفهم كما كانو على ضعفنا متحننين، اللهم وارحم إنقطاعهم إليك كما كانو في حال إنقطاعنا إاليهم راحمين، اللهم وتعطف عليهم كما كانوا علينا في حال صغرنا متعطفين، اللهم واحفظ لهم الود الذث أشربته قلوبهم، والحنان الذي ملأت به صدورهم، واللطف الذي شغلت به جوارحهم، اللهم وجازهم على ذلك السعي الذي كانوا فينا ساعين، والرعي الذي كانوا لنا راعين، أفضل ما جزيت به السعاة المصلحين والرعاة الناصحين.
اللهم وبرَهم أضعاف ما كانوا يبرّوننا، اللهم وانظر لهم بعين الرحمة كما كانوا ينظروننا، اللهم وهب لهم ما ضيعّوا من حق ربوبيتك بما اشتغلوا به في حق تربيتنا، اللهم وتجاوز عنهم ما قصّروا فيه من حق تربيتنا، وتجاوز عنهم ما قصّروا فيه من حق خدمتك بما آثروا به في حق خدمتنا، اللهم اعف عنهم ما ارتكبوا من الشبهات من أجل ما اكتسبوا من اجلنا، اللهم ولا تؤاخذهم بما دعتهم إليه الحميّة من الهوى لما غلب على قلوبهم من محبتنا، اللهم والطف بهم في مضاجع البلى لطفاً يزيد على لطفهم في ايام حياتهم بنا.
اللهم وما هديتنا له من الطاعات، ويسّرته لنا من الحسانات، ووفّقتنا له من الدعوات، ووفّقتنا له من القربات، فنسألك اللهم أن تجعل لهم حظاً ونصيباً، وما اقترفناه من السيئات واكتسبناه من الخطيئات وتحملناه من التبعات، فلا تلحقهم منا بذلك حوباً، ولا تحمل عليهم من ذنوبنا ذنوباً.
اللهم وكما سررتهم بنا في الحياة الدنيا فسرهم بنا بعد الوفاة، اللهم ولا تبلغهم من أخبارنا ما يسوؤهم، ولا تحملهم من أوزارنا ما ينوؤهم، اللهم وسُرَّ أرواحهم بأعمالنا في ملتقى الأرواح، إذا سٌرًّ أهل الصلاح بأبناء الصلاح.
اللهم وما تلونا من تلاوة فزكيتها، وما صلينا من صلاة فتقبلتها، وما تصدقنا من صدقة فنمَّيتها، وما عملنا من أعمال صالحة فرضيتها، فنسألك اللهم أن تجعل حظهم منها اكبر من حظوظنا، وقَسْمَهم منها اجزل من أقسامنا، وسهمهم من ثوابها أوفر من سهامنا، فإنك وصيتنا ببرِّهم، وندبتنا إلى شكرهم، وأنت أولى بالبر من البارّين، وأحق بالوصل من المأمورين.
اللهم واجعلنا قرة أعين لهم يوم يقوم الأشهاد، اللهم وأسمعهم من أطيب النداء يوم التناد، واجعلهم بنا من أغبط الآباء بلأولاد، حتى تجمعنا وإياهم والمسلمين جميعاً في دار كرامتك، ومستقر رحمتك، ومحل أوليائك، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدقيين والثهداء والصالحين‘ وحسن أولئك رفيقاً ذلك فضل الله وكفى بالله عليماً.
﴿سُبۡحَـٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ ۝١٨٠ وَسَلَـٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِینَ ۝١٨١ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝١٨٢﴾ [الصافات ١٨٠-١٨٢]
وصلِّ الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى