لماذا يعقب البرق الرعد؟؟
لماذا يعقب البـرق الـرعـد ؟
مما لا شك فيه أن البرق والرعد كانا من بين الأمور الأولى في الطبيعة التي أذهلت البشر في الأزمنة القديمة . فلما أبصر الإنسان البدائي الاشكال المفلولة أو المثلمـة التي يرسمهـا البـرق في السماء ، وسمع قصف الـرعـد المرعب ، حسب أن الأرواح غاضبة على البشر ، وان البرق والـرعـد مـا هما سوى طريقة لمعاقبة الإنسان .
ولكي نفهم ما هما البرق والرعد ، فعلا ، ينبغي لنا أن نتذكـر حقيقة نعرفها عن الكهرباء . فمعلوم أن الأشياء تشحن بالكهـرباء ـ إمـا بالكهـرباء الموجبة أو بـالكهرباء السالبة . وللشحنة الموجبة جـاذبية أكـثر بالنسبة إلى الشحنة السالبة.
وبقـدر مـا تكبـر هـذه الشحنـات ، تقـوى الجـاذبيـة وتشتـد ، و يتم الوصول في النهاية إلى نقطة بحيث يصبح الجهـد لإبقـائهـا منفصلة أقـوى بالنسبة إلى الشحنات . ويتم التغلب على أي مقاومة تبقيهـا منفصلة ، مثـل الهواء ، أو الزجاج ، أو سائر المـواد العازلة ، أو تحطيمها . ويحدث تفريغ لتخفيف الجهد ، وجعل الجسمين متساويين كهربائياً .
هذا هو تماماً ما يحدث في حالة البرق . ذلك بـأن سحابـة تشتمل على قطرات لا تحصى من الرطوبة يمكن أن تصبح مشحونة بالكهرباء الموجبة بالنسبة إلى سحـابة أخـرى أو الأرض . وعندمـا يصبح الضغط الكهـربـائي بين الاثنين كبيرا بما فيه الكفاية لكي يحطم العـازل الهوائي بينها ، يحدث لمعـان البرق ، ويتبع التفريغ المسار الأقل مقاومة . ومن هنا كـان البـرق يحدث متعرجاً .
وتختلف قـدرة الهواء على توصيل الكهرباء تبعاً لحـرارتـه ، وكثـافتـه ، ورطوبته . فالهواء الجاف موصل جيد للكهرباء . ولذا يتوقف البـرق غالبـاً عندما تمطر السماء . فالهواء الرطب يشكل موصلا يمكن لشحنة كهربائية أن تنتقل عبره بهدوء ودون أن ترى .
وماذا عن الرعد ؟ عندمـا يكون هناك شحنة كهـربائيـة ، فإنها تجعـل الهـواء حولهـا يتمدد بسـرعة ، ثم تجعله يتقلص . وتسـرع تيارات الهـواء إلى المكان إذ يحدث هـذان التمدد والتقلص . ومـا نسمعه من قصف الـرعـد هـو ذلك الاصطدام العنيف الذي يحدث بين هذه التيارات الهـوائـيـة . أما السبب في أن الرعد يقصف ويهـزم عندمـا يكون بعيـد المصـدر بـالنسبـة إلى السامع ، فهـو أن الموجات الصوتيـة تنعكس جيئة وذهـوباً من سحـابـة إلى أخرى .
ولما كـان الضـوء ينتقـل بسـرعـة نحـو ١٨٦٢٤٨ ميلا ( ٢٩٩٧٩٥ كيلومتراً ) بالثانية ، والصوت بسرعـة حوالى 335 متـرا بالثـانية عبـر الهواء ، فإننا نرى دوماً ومضة البرق أولا ، ثم بعد ذلك نسمع هزيم الرعد .