لماذا يتدفق الماء من الينبوع؟؟
لماذا يتدفق الماء من الينبوع ؟
إن كل المياه التي تتدفق من كل ينبوع سقطت من قبل مطراً . فمياه الأمطار تتشربها التربة وتدخل الصخور عبر الشقوق . وبالطبع ، يبقى الكثير من مياه الأمطار بالقرب من سطح الأرض ، ويتبخر في الهواء ، أو أن النباتات تمتصه من خلال جذورها .
إن بقية مياه الأمطار تشد إلى اسفل بفعل الجاذبية ، وتنزل إلى أبعد ما تسمح لها الفتحات في الصخور بالتسرب ، وتحت سطح الأرض . ولكن علي أعماق متفاوتة في كل مكان ، هناك منطقة تمتلىء فيها كل الفتحات الصخرية بالماء ، ويسمى ذلك « منطقة المياه الأرضية » ؛ أما السطح الأعلى لهذه المياه فاسمه « النطاق المائي » وهو المستوى الذي تكون الأرض تحته مشبعة بالماء .
ينشأ الينبوع عندما يجد الماء فتحة طبيعية في الأرض تحت النطاق المائي ، ومن هنا كان معظم الينابيع في الأودية والأماكن المنخفضة . وتنبثق مياه الأرض كمياه ينابيع من خلال الشقوق والصدوع في الصخور على طول جوانب أو قيعان هذه الأماكن المنخفضة . والينبوع لا يتحدى الجاذبية ، فهو يتدفق دوما إلى أسفل من مستوى مائي فوقه.
بعض الينابيع يتلقى ماءه من منطقة الماء . وهي تتدفق عادة طوال السنة ، وتسمى « ينابيع دائمة » . ولبعض الينابيع الأخرى فتحات بالقرب من النطاق المائي ، وهي عادة تتدفق ، وحسب ، في الموسم الممطر عندما يكون النطاق المائي في أعلى مستوياته ، وهي تسمى “ينابيع متقطعة”.
ولما كانت كل مياه الينابيع تمر عبر الصخور خلال انتقالها إلى باطن الأرض ، فإن كل مياه الينابيع تحمل بعض المواد المعدنية ، من مثل الكبريت أو الكلس . وهذه الينابيع التي تحمل كمية غير عادية من هذه المواد المعدنية تعرف بالينابيع المعدنية.
وفي بعض الأماكن ، وبخاصة في المناطق التي كانت من قبل براكين ، تكون المياه في الينابيع متصلة بالصخور الحارة في باطن الأرض ، ويسمى هذا النوع من الينابيع ، ينابيع المياه الحارة أو الحرارية.
أما البئر الارتوازية فهي تختلف كثيرا عن الينبوع . ففي البئر الارتوازية تغوص مياه المطر في الأرض حتى تبلغ طبقة من الصخور النفيذة ، أو الرمل المدفون بين طبقتين من الصخور الصلبة .
وينشأ ضغط حول هذا الماء ، فإذا ما حفر ثقب وبلغه ، فإن الماء ينبثق منه إلى سطح الأرض . وينبغي أن تحفر البئر في نقطة أدنى من تلك التي يدخل فيها الماء الأرض .
