دين ودنيا

عش الزوجية بين جحيم المجتمع ونعيم الحياة

يالها من معادلة صعبة في هذا الزمان، فلا نكاد نرى رضى الزوجين ببعضهما الا ما ندر وأصبح من العيب مدح الزوج او الزوجة حيث أن الفكرة العامة هي سخط الزوج على الزوجة وسخطها عليه … بينما كنت اتصفح إحدى منصات التواصل الاجتماعي وجدت صفحة مخصصة للأمهات ومثلها للآباء فاشتركت بصفحة الآباء وزوجتي بصفحة الأمهات وهي صفحات ذات فائدة حيث ينشر البعض تجاربهم مع الأسواق ومنشورات تربوية واخرى ترفيهية وهكذا(وهي صفحات لها عدد كبير من المتابعين يصل لمئات الآلاف) الشاهد من الحديث ان هناك كمية سخط في المجتمع من الأزواج على زوجاتهم والزوجات على أزواجهن لا يمكن أن توصف وتخرج من ستر البيوت الى العلن بطريقة مقرفه وتدعو إلى الاشمئزاز فترى الرجال يتهكمون على زوجاتهن بألفاظ وعبارات لا تصلح ان تقال عن أمهات اولادهن … ألم تعلموا ان رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام قد اوصانا بهن وقال “رفقاً بالقوارير” وقول الله تبارك وتعالى }هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ }(البقرة: 187) قال المفسرين فيها أي هن ستر لكم وأنتم ستر لهن، لأن كلا الزوجين يستر صاحبه ويمنعه من الفجور ويغنيه عن الحرام، والعرب تكني عن الأهل بالستر واللباس والثوب والإزار… فاين الستر الذي عاهد الأزواج زوجاتهم به والسؤال كذلك للزوجات… ان من تذمون ما هن الا متاعكم في الدنيا وصحبتكم في الآخرة وامهات واباء أولادكم فما هذا الحال العجيب !!!

ان اول ما يفكر به الشاب بعد اجتياز تعليمه الجامعي هو إيجاد فرصة عمل مناسبة للاستعداد لبناء عش الزوجية ويكافح ويعمل من أجل ذلك وتبدأ امه بالبحث عن ابنة الحلال التي سيجد ابنها السكينة لديها يقول المولى عز وجل {  وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } الروم ٢١ ما أجمل وصف الله تبارك وتعالى ازواجاً لتسكنوا إليها اي ان الزوجة هي السكن والمأمن للزوج الذي يرجع إليه بعد عناء يومه الطويل وتكملة الآية الكريمة وجعل بينكما مودةً ورحمةً وهو مفهوم أعلى وأقوى من الحب، فالحب يتحول للمودة بعد فترة من الزمن فتصبح الزوجة ركن اساسي لا يمكن الاستغناء عنه والزوج كذلك فإذا كان عش الزوجية بهذا المفهوم فلم تجد هذا السخط المجتمعي على هذا العش الذي منه تخرج نواة المجتمع أبناءنا….

نعم هناك حرب هوجاء على مفاهيم اجتماعية وقيم أخلاقية يراد تدميرها بإتباعنا الأعمى للغرب وتطوره اللا أخلاقي فالأم هي الركن الأساسي في تكوين الأسرة والمدرسة الأولى لأبنائنا فاحترامها أمام الناس وأمام ابناءها واجب اجتماعي واسري لا يمكن غض الطرف عنه فأنت اخي الزوج تقوم بشرخ صورة القدوة والمربية والمدرسة بعيون أبناءك قبل شرخها أمام المارة والناس ومن منِّا خالي من العيوب والنواقص ولكن كما تحب أن تبقى عيوبك مستترة عن البشر احب ذلك لزوجتك التي تتحمل ما لا تستطيع انت تحمله وقت غيابك عن المنزل … عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: ((أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت)) الا في البيت فإن كرهت منها خُلقاً رضيت بآخر او كما قال عليه الصلاة والسلام… وانتي اختي الزوجة لك من القول ما قيل فالبيوت أسرار وفضحك لزوجك على منصات التواصل الاجتماعي ما هي إلا بذرة سيئة تقومين بغرسها في عقول من يقرأ ويتابع منشوراتك ما الهدف منها الا تشويه عش الزوجية أمام العالم وما البديل في رأيك ؟؟؟ البديل هو ما يريده الغرب منا باتباع خطواتهم الهادمة للبيوت من العلاقات المحرمة وتشويه الحلال الطيب في أعيننا واعين بناتنا وابنائنا وفتح باب الحرام على مصراعيه بسبب التشويه الدائم لعش الزوجية واذا كان زوجك أو زوجتك سيئي العشرة فهذه قاعدة شاذة وليست عامة والشرع الحنيف احل الطلاق لتجاوز هذه القاعدة الشاذة.

أوصيكم ونفسي بإتقاء الله تعالى ربنا حبب إلينا ازواجنا وزينهم في عيوننا وهب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما … اللهم ألّف بين قلوبنا و أصلح ذات بيننا و اهدنا سبل السلام

رامي منصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى