دين ودنيا

طريقة السياقة تدل على الأخلاق

دع اخلاقك تتحدث عنك ولا تتعدى على حقوق عباد الله

من بين مشاغل الحياة نقضي ما لا يقل عن ثلث يومنا في السياقة، توصيل الاولاد الى المدارس الذهاب الى العمل مقتضيات المنزل زيارة الاصحاب وغيرها … وخلال ذلك ترى العجب العجاب

ضغوط العمل والحياة لا تعني ان نتهاون في حقوق البشر وما نراه في شوارعنا اليوم ما هو الا تعدي واضح على حقوق الناس … عندما تقف خلف طابور طويل من السيارات ويأتي شخص بمنتهى البساطة ويقوم بالتجاوز عنك وعن الطابور كاملا ويدخل أمامكم جميعا هذا تعدي واضح على حقوق جميع من وقف في الطابور واحترم حقوق الآخرين،

قال صلى الله عليه وسلم {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} فأين نحن من مكارم الأخلاق اليوم واين نحن من إتباع سنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام في امور حياتنا اليومية وتعاملاتنا مع الآخرين فليس من حق اي منا التعدي على حق اي احد مهما كان.

الشتيمة والقذف، هل تعلم انك ستُسأل عنها يوم القيامة وكل شخص قمت بقذفه او شتيمته سيقوم بالأخذ من حسناتك وإن لم يكن لديه حسنات ستأخذ من سيئاته؟ فلا تشتم ولا تقذف فأنت المتضرر الاول والاخير من ذلك وما الفائدة من شتم فلان او فلانة بالسر او بالعلانية غير زيادة في سيئاتنا ونقص في المروءة وقلة في التهذيب والاخلاق

وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه} .

الغيبة، الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم فكم منا قد إغتاب فلان او فلانة او عاب فلان او فلانة من دون ان يعلم انه يملىء صحيفته بالسيئات …. استبدل ما تود قوله بالدعاء للاخرين ليكون لك اجر الدعاء ونصيب من دعائك للآخرين بظهر الغيب.

عوضا عن ذكرك اخاك بما يكره فلنقل “هداك الله” وعوضا عن لعن عباد الله فلنقل “الله يهديه ويصلح حاله” وعوضا عن يخرب بيتك فلنقل “الله يسامحك” ولنتذكر “كم من حروف تجر الحتوف”.

ازعاج الآخرين، كما لبيتك حرمة فللشارع حرمة ايضا تخيل انك تجلس في صالة بيتك وتقوم بمتابعة مسلسل وإذ بأحد من اخوتك او ابناءك قد رفع صوت الراديو اول ما ستقوم به هو الذهاب اليه وطلب خفض الصوت وستقول له / لها “انت عايش لحالك بالبيت !!! وطي الصوت ”

بالضبط نفس شعور الاخرين حولك في الشارع لا احد يحب ان يفرض عليه ما يسمعه وليس من حق اي منا ازعاج الآخرين سواءا بصوت مسجل السيارة او بالزامور.

إحترام قوانين السير، ما وضعت قوانين السير او المرور إلا لحمايتك ولحماية الآخرين ومخالفتك لها ما هو إلا تعدي على حقوق الاخرين كزيادة السرعة مثلا فيه خطر على حياتك وحياة الآخرين والوقوف المزدوج الذي يعطل حركة سير المركبات والتجاوز الخاطىء و تجاوز اشارات المرور ورمي المخلفات من النوافذ وامثلة كثيرة نعيشها يوميا ونعاني منها يوميا بسبب تهاون الناس في اخلاقيات السياقة التي تدل على اخلاقنا نحن …

فلنحرص كل الحرص على ان نكون خير سفراء لديننا العظيم في كل امورنا الحياتية ولنذكر انفسنا انها في البداية والنهاية صحائفنا ولنحرص على ما سيكتب بها ، قال الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى